يدين المرصد السوداني لحقوق الإنسان بأشد العبارات المجزرة الدموية التي وقعت يوم السبت، 1 فبراير 2025، إثر قصف مدفعي استهدف سوق صابرين في منطقة كرري، شمال أم درمان، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 70 مدنيًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، وفقًا لمصادر طبية موثوقة وشهود عيان. ربما كان هذا أكبر عدد من الضحايا من المدنيين في هجوم واحد في الحرب الدائرة منذ الأحداث الدامية في غرب دارفور في يونيو 2023. وتمثّل هذه الجريمة المروعة، التي استهدفت مدنيين عُزّل في سوق مكتظ، انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وترقى إلى مستوى جريمة حرب.
تلقّى المرصد السوداني لحقوق الإنسان شهادات مباشرة وصورًا توثّق حجم الكارثة الإنسانية التي سبّبها القصف، حيث امتلأ مستشفيا أم درمان والنّو بالمصابين والجثامين وسط نقص حاد في الموارد الطبية، مما يعمّق المعاناة الإنسانية ويؤكد خطورة الوضع الراهن في السودان.
وتشير التقارير والشواهد إلى مسؤولية قوات الدعم السريع عن هذا القصف، رغم نفيهم ذلك. وقد درجت هذه القوات على استهداف المدنيين مباشرة أو من خلال القصف العشوائي. وهذه جريمة، إن ثبتت، فإنها تُضاف إلى سجل الجرائم المتنوعة التي ارتكبها منسوبوها في مختلف مناطق البلاد؛ وتصنّف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ويدعو المرصد السوداني لحقوق الإنسان نظر بعثة تقصي الحقائق التي كونّها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى النظر في هذه الحادثة وفي كافة الجرائم الموجهة ضد المدنيين في سياق الحرب. كما يكرّر المرصد دعوته إلى الحكومة السودانية إلى التعاون مع هذه البعثة ومع بعثة تقصي الحقائق التي كونتها المفوضية الأفريقية لحقوق الإنسان لكسر حلقة الإفلات من العقاب.
إن تكرار مثل هذه الهجمات الوحشية ضد المدنيين العزّل في سياق الحرب الدائرة يعكس استخفافًا تامًا بحياة المدنيين، ويدفع الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلد نحو مزيد من الانهيار.